responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 172

2- فلسفة الحج‌

لقد تضمنت عبارات الإمام عليه السلام إشارات عميقة لفلسفة الححج وما ينطوي عليه من أسرار. إلى جانب ذلك فقد وردت الروايات التي صرّحت بمثل هذا المعنى، والذي يخلص إليه من مجموعها أنّ هذه المناسك العظيمة تشتمل على أربعة جوانب هى:

الجانب الأخلاقي والعبادي، الجانب السياسي والاجتماعي، الجانب الثقافي والجانب الاقتصادي.

أمّا الجانب الأخلاقي والعبادي الذي يمثل أهم جوانب فلسفة الحج بفضل تنبيه لتربية النفس وتهذب الأخلاق والتحلي بالورع والتقوى والاخلاص. حيث صرّحت الروايات الإسلامية بشأن من يحج البيت‌

«يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه» [1]

. والرواية بدورها دليل واضح على مدى التأثير الذي يلعبه الحج في النفس الإنسانية وتنقيتها من الذنوب والمعاصي التي دنست عفتها طيلة العمر وهذه أعظم فائدة يصيبها الوافد على بيت اللَّه. ولو التفت الحاج إلى أسرار المناسك التي يؤديها والشعائر التي يؤتي بها فان كل خطوة ستجعله أكثر قرباً من اللَّه ليرى مولاه حاضراً في كل مكان فهو معبوده الحق الذي لا يفارقه طرفة عين. أجل سيعود إلى الحياة من جديد كيوم ولدته أمه.

ولا غرو فمن أدرك الحج بمعناه الحقيقي سيشعر بآثاره الروحية والمعنوية إلى آخر عمره، ولعل هذا هو السبب في وجوب الحج مرة واحدة طيلة العمر.

وأمّا على صعيد الجانب السياسي والاجتماعي فانّ الإتيان بمراسم الحج على ضوء التعاليم الإسلامية والحج الإبراهيمي الذي دعي الناس لامتثاله إنّما يؤدي إلى عزة المسلمين وتحكيم دعائم الدين وارساء أسس الأخاء والوحدة وتنامي شوكة الدين وصلابته والوقوف بوجه الأعداء والمستكبرين واعلان البراءة من المشركين والملحدين. كما يمنح هذا المؤتمر الإلهي العظيم الذي يعقد كل عام في البيت العتيق المسلمين الفرصة الذهبية في إعادة بناء أنفسهم وتقوية أواصر الاخوة فيما بينهم ورص صفوفهم بما يحبط مؤامرات أعداء الدين وافشال‌


[1] بحار الأنوار 99/ 26.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست