responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 164

هناك دواء هو شفاء لمرض اليوم، إلّاأنّه قد يصبح خطراً ومضاعفاً لذلك المرض بعيد مدّة من الزمان. فالطبيب ينصح المريض باستعمال ذلك الدواء إلّاأنّه ينسخه فيما بعد ويحظر استعماله على المريض. ويصدق هذا الكلام في الامور الدينية على القبلة مثلًا. فقد تنطوي الصلاة إلى بيت المقدس يوماً على منافع ومصالح معينة إذا كانت الكعبة بؤرة للأصنام والأوثان واتخذت لنفسها بعداً قومياً بحيث يدعو استقبالها في الصلاة أبان انبثاق الدعوة الإسلامية إلى بعض المشاكل، في حين تنتفي هذه المشاكل بالصلاة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس. بينما تتحول الكعبة إلى مركز للتوحيد بعيد الهجرة إلى المدينة فتنطوي الصلاة إلى جانبها على مصالح جمة وتنعدم الأضرار.

فالواقع هو أنّ أغلب أحكام النسخ من هذا القبيل؛ وبالطبع فانّ مباحث النسخ واسعة جداً لا يسعها المقام ولذلك نكتفي بهذه الإشارة العابرة إلى فلسفة النسخ. [1]

5- تأريخ الامم الماضية والأمثال القرآنية

يشغل تأريخ الامم السابقة ولا سيما أنبياء اللَّه حيزاً مهما من القرآن الكريم المفعم بالدروس والعبر والتجارب القيّمة التي تحتذيها البشرية في كل عصر ومصر؛ الأمر الذي جعل القرآن يتابع حركة الأنبياء في مختلف السور ويسلط الضوء على تأريخ أحدهم أحياناً (كسرده لوقائع النبي إبراهيم ونوح وموسى وعيسى عليهم السلام) ويكرر قصته في أكثر من سورة، وبالطبع لا نرى كلمة التكرار مناسبة هنا حيث إنّ القرآن يعرض لزاوية من زوايا هذه القصص في كل مرة، فقد قال عز من قائل: «لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ» [2]. وأحياناً أبعد من ذلك واضافة إلى التأريخ يدعو البشرية لتأمل آثار الأقوام السابقة والذي يعتبر بحد ذاته نوعاً من أنواع التأريخ التكويني والحي‌ «قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ» [3].


[1] راجع تفسير الأمثل 1/ 390 ذيل الآية 106 من سورة البقرة.

[2] سورة يوسف/ 111.

[3] سورة الروم/ 42.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست