responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 53

في محكمة العدل الإلهي من جهة ومن جهة اخرى‌ أنّهم قد نسوا الكثير من الأعمال ولم يعطوها أهميّة، ولكنّها اليوم تجسدت أمام أعينهم، ومن جهة ثالثة، الفضيحة العظمى‌ أمام الخلائق.

ويجب أن ننتبه إلى‌ هذا المعنى‌ وهو أنّ كلمة (يغادر) مشتقة من مادة (غَدْر) بمعنى‌ الترك، و بناء على‌ ذلك يكون مفهوم هذه الجملة هو أنّ هذا الكتاب لا يترك شيئاً إلّاوسجّلهُ، ويقال لنكث العهد غدر وذلك بسبب عدم الوفاء به.

وتتحدث الآية الثالثة عن كتابة رسل اللَّه تبارك وتعالى‌: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَانَسْمَعُ سِرَّهُمْ ونَجْواهُمْ بَلَى‌ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِم يَكْتُبُونَ».

ومن الواضح أنّه لا يوجد هناك تضارب بين هذه الآية والآية التي تقول: «إِنَّا نَحنُ نُحْيِ المَوتَى‌ وَنَكتُبُ مَا قَدَّمُوا وآثَارَهُم» نظراً لأنّ عمل الرسل والملائكة إنّما هو في الحقيقة عمل اللَّه تبارك وتعالى‌ لأنّه يجري بأمره، وهناك احتمال بأنّ كتاب أعمال الناس جميعاً (الإمام المبين) يكتب بيد القدرة الإلهيّة، أي بصورة مباشرة، أمّا كتاب أعمال كل إنسان الذي عرض في هذه الآية فيكتب بواسطة الملائكة، أمّا تعبير (الرسل) وهو جمع رسول فالمراد به هنا الملائكة المأمورون بكتابة الأعمال، وليس المقصود وجود عدد من الملائكة لكل إنسان بل يمكن أن يكون لكل فرد ملك واحد أو ملكان فيكون بصورة الجمع بالنسبة لمجموع الناس.

يقول الزمخشري في الكشاف: (السّرّ) ما حدّث به الرجل نفسه أو غيره في مكان خال أمّا النجوى‌ ما تكلّموابه فيما بينهم همساً [1].


[1]. تفسير الكشاف، ج 4، ص 265.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست