responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 409

وتضيف الآية الثانية: «وَإِذَا صُرِفَتْ ابصَارُهُم تِلقَاءَ اصحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَاتَجْعَلْنَا مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ».

تعود الضمائر في هذه الآية (الضميرين في كلمتي «أبصارهم» و «قالوا»)، كما هو الحال في ذيل الآية السابقة، إلى‌ الفريق الثاني، بينما يدور الكلام في مطلع الآية الأولى‌ عن الفريق الأول.

وهذا هو فقط الخلاف الظاهر الذي نراه نحن في تفسير هذه الآية، أي أن نفصل مَرَدَّ هذه الضمائر، لكن القرائن المتعددة لهذا الخلاف الظاهري موجودة في الآية الاولى‌، وكذلك في الآيات اللاحقة، لأنَّ الرجال الموجودين على‌ الأعراف يعرفون الكل بسيماهم، ويأمرون هناك وينهون، ويلومون أهل النّار، ويرسلون إلى‌ الجنّة من يستحقّها بفضل اللَّه، هم ليسوا ممن تشملهم جملة: «لَم يَدخُلُوهَا وَهُم يَطمَعُونَ».

و خلاصة القول هي أنّ في هذه الآيات تعابير دالة على‌ وجود رجال ذوي مقام رفيع على‌ الأعراف، وبيدهم الأمر والنهي. وهم أصحاب المقام الرفيع في معرفة أصحاب الجنّة وأصحاب النّار (حتّى‌ قبل دخولهم فيهما)، وكذلك توجد تعابير في هذه الآيات تدل على‌ وجود فريق حائر على‌ الأعراف وعليهم آثار القلق البالغ خوفاً على‌ مصيرهم.

فهم طامعون في الجنّة وخائفون من النّار، وينبي‌ءُ مجموع هذه القرائن عن وجود هذين الفريقين على‌ الأعراف، ويمكن في ظل هذا التفسير حل جميع المشاكل العالقة في تفسير هذه الآيات.

وتعود الآية الثالثة إلى‌ الفريق الأول مَرّة ثانية فتقول: «وَنَادَى‌ أَصحَابُ الْأَعرَافِ رِجَالًا يَعرِفُونَهُم بِسِيَماهُمْ قَالُوا مَاأَغنَى‌ عَنكُمْ جَمعُكُمْ وَمَاكُنتُمْ تَسْتَكبِرُونَ».

ويعكس هذا اللُّوم والتوبيخ الشديد الصادر من أصحاب الأعراف إلى‌ أصحاب جهنّم أحد المؤشرات الجلِيّة على‌ سموِّ مقامِهم، فهم يعاقبونهم بسياط الملامة والتعنيف مثلما يفعل الملائكة معهم.

وفي الآية الرابعة يتحدث نفس أصحاب المقامات السامية في الأعراف، وهم يشيرون‌

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 409
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست