responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 402

اولِيَاءَ». (الجاثية/ 10)

تكرر في القرآن الكريم تعبير «من دون اللَّه» في وصف معتقدات المشركين وهذا دليل على‌ أنّهم كانوا يتخذون موجودات من دون اللَّه لتكون لهم انصار أو أولياء، وهذا شرك في الربوبية وليس بشفاعة.

وخلاصة القول أنّ القرآن الكريم قد أورد في آياته المختلفة اعتراضين رئيسيين على‌ المشركين، وهما أولًا: إنّهم اعتبروا هذه الكائنات الفاقدة للحس وللسمع والبصر مصدراً مؤثراً.

وثانياً: إنّهم يرون فيها أنداداً للَّه‌في التدبير والربوبية.

وقد كان لعبدة الأصنام في العصر الجاهلي آراء وكلمات متناقضة طبعاً، فهم لا يطرحون أقوالهم بلا أي تناقض أو تهافت، شأن أي إنسان منطقي وواعٍ، لذا فهم في نفس الوقت الذي يعتبرون الأصنام شركاء للَّه‌في حلّ المشاكل ويصوّرونها وكأنّها أولياء وأنصار لهم من دون اللَّه، فانّهم كانوا يطرحون أيضاً قضية الشفاعة بين يدي اللَّه، وهذا لا يدل مطلقاً على‌ عدم الاعتقاد بالشرك في الأفعال.

وهذا ما نلاحظه من دراسة مجموعة الآيات السالفة، واستقراء جميع أحوالهم من خلالها، ثم أنّهم لا يعتبرون الشفاعة مطلقاً منوطة ورهينة بإذن اللَّه.

وبناءً على‌ هذا فاننا نستنتج وبكل ثقة لو أن الإنسان تمسك بأولياء اللَّه فقط (لا الأصنام الحجرية والخشبية) واعتبرهم- دون غيرهم- شفعاء له بين يدي اللَّه (لا شركاء له في الولاية والنصرة والتدبير) وأنّ شفاعتهم لا تحصل إلّابإذن اللَّه (لا بصورة مستقلة عنه) فلا اعتراض عليه أبداً في مثل هذه الحالة، وإنّما يرد الاعتراض حينما يغفل المرء عن واحدٍ من هذه المبادى‌ء الثلاثة أو بأجمها، ويسلك الطريق الخاطى‌ء.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست