responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 400

إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَينَهُمْ فِى مَا هُم فِيهِ يَختَلِفُونَ». (الزمر/ 3)

ووفقاً لهذه الآية فانّهم كانوا يعتبرون من يعبدون من دون اللَّه أولياء، وقيِّمين وحماة وحافظين لهم، فكانوا يعبدونهم، وكلا هذين الفعلين (اعتبارهم أولياء وعبادتهم) شرك.

أمّا إذا لم يعبد أولياء اللَّه وأنبياء وملائكته، بل يحترمهم ويكرّمهم ويرى‌ فيهم أنّهم شفعاء له بين يدي اللَّه وبأذنه، فهو غير مشمول بهذه الآية قطعاً.

وبسبب عدم احاطة الوهابيين بالآيات القرآنية الواردة بخصوص الشفاعة، ومسألة الكفر والإيمان والشروط التي حدَّدها اللَّه للشفيع والمشفوع له، فقد اشتبهت عليهم هذه المسألة مع ما كان يعتقد به عبدة الاوثان، وبهذه الشاكلة التَبَسَتْ عليهم الحقيقة.

5- أمّا قول الوهابيين إنّ عبدة الأوثان العرب كانوا يعتقدون بأنّ كلَّ شي‌ء بما فيه المالكية والرازقية للَّه‌تعالى‌، وكانت مشكلتهم تتمثل فقط في شفاعة ووساطة الأوثان، فهو خطأ آخر من أخطائهم الناتجة عن فقرهم العلمي والثقافي وعدم المامهم بالآيات القرآنية.

وذلك لأنّهم- أي عبدة الأصنام- كانوا ينسبون بعض هذه الصفات للاصنام كما يفهم هذا المعنى‌ من الآيات الشريفة ومن جملتها: «فَاذَا رَكِبُوا فِى الفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُم الَى الْبَرِّ اذَا هُم يُشرِكُونَ». (العنكبوت/ 65)

يتبيَّن من هذا التعبير أنّهم كانوا في الأوضاع العادية يتوسلون بالأصنام لحل مشاكلهم، وفي الشدائد يتعلّقون باللَّه فقط.

وكذلك ما فيها أمر للنبي صلى الله عليه و آله: «قُل أَرَأَيْتُمْ شُركَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرضِ أَم لَهُمْ شِركٌ فِى السَّموَاتِ». (فاطر/ 40)

لو كان المشركون يعتقدون بتفرد اللَّه في الخالقية وينظرون إلى‌ الأصنام نظرة الشفيع فلا معنى‌ لهذا السؤال، لأنّهم سيقولون في الجواب: إننا لا نعتبرهم خالقين، ونعدّهم واسطة فقط بين الخالق والمخلوق، وهل يجب في الواسطة أن يكون خالقاً أو شريكاً في الخلق؟

و هذا يكشف بوضوح أنّ عبدة الأصنام قد جعلوا من أصنامهم بشكل من الأشكال أنداداً وشركاء للَّه‌سبحانه وتعالى، وأنّ الرسول صلى الله عليه و آله مأمور بكشف وفضح أكاذيبهم بأنّ يسألهم ماذا خلقوا؟

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست