responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 395

د) ألا تتعارض الشفاعة مع إرادة اللَّه؟

قد يُتصور أحياناً أنّ الشفيع يحول دون تحقق إرادة الحاكم العادل، ويُنقذ من العقوبة الشخص الذي ينوي ذلك الحاكم معاقبته، إلّاأنّ هذا الكلام لا يصدق بحق اللَّه جلّت عظمته.

فهذا التصّور الخاطى‌ء ناتج من اعتبار الشفاعة التي يصورها القرآن مماثلة للشفاعة المتعارفة بين يدي الجبّارين والحكام الظالمين، فالأشخاص المتنفّذين عند هؤلاء الحكام يحاولون استنقاذ المذنبين الذين يرتبطون معهم بصلةٍ ما، خلافاً للاصول المرعّية، فيضطر الحاكم أو السلطان إلى‌ النزول عند رغبة هؤلاء المتنفذين- لحاجته إليهم- وقبول شفاعتهم والتغاضي عن معاقبة المذنب وقد تكون خلافاً لرغبته أحياناً.

إلّا أنّ هذه المسائل وكما قلنا سابقاً لا تصدق على‌ اللَّه تعالى‌ ولاتنطبق على‌ الشفاعة بين يديه، فالشفاعة هناك لها طابع آخر، فأولياء اللَّه يطلبون الشفاعة بإذن اللَّه لمن لديهم ذنوب لكنها ليست كبيرة، ولديهم في مقابل تلك الذنوب أعمال صالحة أيضاً، وطرح هذا الموضوع يُعتبر في الحقيقة تربية للنفوس وتطهيراً لها.

ه) عقوبات القيامة هي الأثر التكويني للاعمال، فكيف يمكن ازالتها بالشفاعة؟

وهذا أيضاً واحد من الإشكالات التي طرحت على‌ الشفاعة، فالذي يتبادر إلى‌ الأذهان أنَّ الشفاعة يمكن تطبيقها على‌ العقوبات التشريعية والوضعية فقط، فيكون الشفيع سبباً لايقاف تنفيذ الحكم على‌ المشفوع له، ولكن عندما نعتقد بأنّ عقوبات القيامة هي في الغالب من الآثار الوضعية والطبيعية للأعمال وهي بذلك تشبه فعل السم في قتل الإنسان، فهذا الأثر ليس بالشي‌ء الذي يمكن تغييره بالشفاعة.

الجواب: لو أننا لاحظنا ماذكرناه سابقاً في كون الشفاعة على‌ نوعين تكوينية وتشريعية، لاتّضح لنا جواب هذا السؤال جلياً، لأنّ العقوبات إن كان لها بُعد تكويني، فإنّ وقوف أولياء اللَّه باعتبارهم كيانات أقوى‌ وأفضل إلى‌ جانب المشفوع له وكمال استعداده‌

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست