وجاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «إذا كان يوم القيامة بعث اللَّه العالم والعابد، فاذا وقفا بين يدي اللَّه
عزّ وجلّ قيل للعابد: انطلق إلى الجنّة، وقيل للعالم: قِف تشفّع للناس بحسن
تأديبك لهم»[1].
يظهر من هذه التعابير وخاصة الأخير منها أنّ الشفاعة نتاج العلاقة المعنوية
القائمة مع الصلحاء والأبرار والمؤمنين والعلماء.
أمّا عن الشهداء فقد روي عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال: «ويشفع الرجل منهم في سبعين ألفاً من أهل بيته وجيرانه»[2].
وحتى أنّ بعض الروايات أشارت إلى أنَّ: «شافع الخلق: العمل بالحق ولزوم الصدق»[3].
و خلاصة القول التي يمكن استنتاجها من مجموع هذه الروايات وغيرها الواردة في
المصادر الإسلامية أنّ الشفاعة من المسائل التربوية المهّمة في الإسلام والتي تعكس
القيم الإسلامية السامية من خلال الاهتمام بنوع الشفعاء، وتحث جميع المسلمين
للالتزام بهذه القيم والصفات التي يتمتع بها الشفعاء، وتشجّع على تقوية وتوثيق
العلاقات معهم، وتجلو عنها كل تفسير خاطيء وكل تحريف باطل [4].
4- متى تكون الشفاعة؟
لا شك أنّ أحد الأوقات التي تتحقق فيه الشفاعة هو يوم القيامة، وذلك لأنّ
الكثير من
[4]. ذكر في تفسير الميزان: وبعد أن
وضّح الشفاعة أنّها تأثير الأسباب في المسببات- أنَّ الشفعاء يقسمون إلى فريقين
في عالم التشريع وعالم التكوين، فمن جملة الشفعاء التشريعيين: التوبة والعمل
الصالح والإيمان والقرآن والأنبياء والملائكة والمؤمنون ويستدل في هذا الصدد
بالآيات الدالة على تأثير هذه الامور في هؤلاء الأشخاص في غفران الذنوب (رغم أنّ
عنوان الشفاعة غير موجود فيها) كالآية 54 من سورة الزمر؛ والآية 28 من سورة
الحديد؛ والآية 9 ومن سورة المائدة؛ والآية 16 من سورة المائدة؛ والآية 64 من سورة
النساء؛ والآية 7 من سورة المؤمن؛ والآية 286 من سورة البقرة.