responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 358

وتنص سورة الحشر، بعد الإشارة إلى‌ خلود الشيطان وأتباعه في النّار: «وَذَلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ». (الحشر/ 17)

ولكن لو علمنا أنّ هذا الحديث يدور حول الشيطان وأتباعه الكافرين وما ورد في الآية السابقة وهو: «كَمَثَلِ الشَّيطَانِ اذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ انِّى بَرِى‌ءٌ مِّنكَ». (الحشر/ 16)

لأدركنا أنّ المقصود من الظلم في هذه الآية مصداقه الأتم، يعني: الكفر.

7- الذين خفّت موازينهم‌

يُستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ ثقل ميزان العمل في يوم القيامة يدل على‌ الفوز والنجاة، أمّا خفّة ميزان العمل فهي دالة على‌ عدم قيمته، وهذا ما يؤدّي إلى‌ الخلود في النّار، جاء في الآيتين من قوله تعالى: «فَمَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا انفُسَهُمْ فِى جَهَنَّمَ خَالِدُونَ». (المؤمنون/ 102- 103)

وعبارة: «خسروا أنفسهم» إشارة لطيفة إلى‌ أنّ أكبر رأس مالٍ يمتلكه الإنسان هو وجوده وعمره وحياته، وأنّ هؤلاء قد خسروا رأس مالهم في سوق تجارة الدنيا من غير أن يحصلوا مقابله على‌ شي‌ء ذي أهميّة.

وقد يكون هذا التعبير إشارة إلى‌ الكفرة، لأنّ المؤمن مهما ارتكب من ذنوب فلابدّ أن يحتوي ميزان عمله على‌ شي‌ء ما ولا يبقى‌ خفيفاً تماماً وذلك لأنّ الإيمان والمعتقد الحق له بذاته وزن لا يُستهان به، وعلى‌ هذا فإنّ خفّة ميزان أعمال هذة الفئة وخلوّه من أيّة حسنة دليل على‌ كفرها، كما يتّضح هذا المعنى‌ من قوله تعالى‌: «اولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيْمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْناً». (الكهف/ 105)

8- المجرمون بشكل عام‌

يُفهم من بعض الآيات أنّ المجرم بشكل مطلق مخلد في جهنّم، تقول الآية: «وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ابَداً». (الجن/ 23)

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست