responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 339

فقالت: «رَبَّنَا انَّكَ مَنْ تُدخِلِ النَّارَ فَقَد اخْزَيتَهُ وَمَا لِلظَّالمِينَ مِنْ انصَارٍ».

«أخزيته»: مأخوذة من‌ (الخزي) ولها معانٍ عديدة في كتب اللغة مثل: سوء الحال، والابتعاد، والذلّة، والافتضاح، والاستهانة، ونفس هذه المعاني وردت في كلام المفسّرين أيضاً [1].

ويتضّح من سياق الآية أنّ العقوبات النفسية يوم القيامة أكثر إيلاماً، لأنّ اولي الألباب يطلبون من اللَّه عزّ وجلّ أن لا يدخلهم النّار ويقولون: إنّك من أدخلته النّار فقد أخزيته إشارة إلى‌ أنّ الشي‌ء الأسوء من النّار هو ذلك الخزي، تماماً مثل بعض الأشخاص الذين لا يأبهون كثيراً لدخولهم السجن ولكنهم يحرصون كثيراً على‌ عدم انتشار هذا الخبر، لأنّ انتشاره يؤدّي إلى‌ فضيحتهم في المجتمع وهو ما يعتبرونه أشدَّ إيذاءً وإيلاماً من السجن ذاته.

أمّا جملة: «وَمَا لِلظَّالمِينَ مِنْ انصَارٍ»، فهي إشارة إلى‌ هذه الحقيقة وهي أنَّ كل مايجري عليهم اليوم إنّما جاء نتيجة لظلمهم، فمن الطبيعي أن يفتضحوا هناك ويُذلّوا ولا يجدون ناصراً ولا معيناً، (هذا التعبير لا يتنافى‌ طبعاً مع قضّية الشفاعة لمن يستحقّها، لأنّ المقصود هنا نفي الناصر الذي يعين الظالمين بقدرته ونفوذه، لا عن طريق الاستعانة بالقدرة الرّبانية).

وتطرّقت الآية الثالثة إلى‌ موضوع الغم والحزن الذي يعاني منه أصحاب جهنّم وهو ما يعكس آلامهم النفسية، وقالت: «كُلَّمَا ارَادُوا انْ يَخْرُجُوا مِنهَا مِن غَمٍّ اعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ».

قال الكثير من المفسّرين إنّهم كلما أرادوا الخروج من هذا الغم والتحرر منه واللجوء إلى‌ أطراف جهنّم، يقوم خزنتها بإرجاعهم بالهراوات أو المقامع النّاريّة، لأنّ الآية السابقة قد


[1]. مقاييس اللغة؛ مصباح اللغة؛ صحاح اللغة؛ لسان العرب؛ والتحقيق في كلمات القرآن الحكيم؛ وجاء في تفسير مجمع البيان معنيان آخران لكلمة الخزي وهما: الهلاك، والوقوف في موقف الفضيحة والذل.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست