responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 32

ولم يبق إلّاوجه اللَّه الذي هو حي لا يموت: «وَيَبْقَى‌ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ».

(الرحمن/ 27)

ولقد أشار ذيل الآية إلى‌ النفخة الثانية: «ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخرَى‌ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ».

الصور في الأصل بمعنى‌ البوق الذي يستخدم عادة لايقاف أو لتحريك الجند وأحياناً القوافل.. ولقد استخدم في هذه الآية بمعنى‌ توقف الحياة بأسرها في عالم الوجود ومن ثم حركتها مرّة اخرى‌.

وهناك شرح مفصل لهذا الموضوع سنتعرض إليه- إن شاء اللَّه- في فقرة (التوضيحات).

وقد أشارت الآية الثانية إلى‌ النفخة الثانية فقط: «وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِى السَّموَاتِ وَمَن فِى الْأَرْضِ».

ولم يستبعد البعض ومنهم العلّامة الطباطبائي في تفسير الميزان أنّ المراد من هذه الآية كلا النفختين.

ولكن ذيل الآية يذكر: «وَكُلٌّ اتَوْهُ دَاخِرِينَ» وهذا يدل على‌ أنّ المقصود هو النفخة الثانية، وفي هذه الآية أيضاً نواجه الجملة الاستثنائية: «إِلَّا مَن شَآءَ اللَّهُ» حيث أشرنا إلى‌ تفسيرها في ذيل الآية الاولى‌.

أمّا الآية الثالثة فتشير إلى‌ النفخة الثانية (نفخة الإحياء): «وَنُفِخَ في الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى‌ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ» [1].

ولقد ذكر المفسرون أَنَّ هذه الآية تختص بالنفخة الثانية ويشهد على‌ هذا المعنى‌ ذيل الآية، وما بعدها من آيات.

وربّما يطرح البعض هذا السؤال: إذا كان الناس يهلعون في ذلك اليوم من الحساب الإلهي فكيف يفزعون إليه؟


[1]. «أجداث» جمع «جَدَث» على‌ وزن «حَدَث» وهو بمعنى‌ القبر، و «ينسلون» من مادة «نَسْل» على‌ وزن «فَصْل» وهو بمعنى‌ السير السريع، ويقول الراغب إنّ المعنى‌ الأصلي لها أخد من الفصل ويرى‌ أنّه من هذه الجهة يطلق «نسل» على‌ بني آدم.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست