responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 286

22- الاسراف والتبذير

الاسراف والتبذير بالمعنى‌ الواسع للكلمة يعتبران من الكبائر أيضاً، وقد ذكرهما وأكّد عليهما القرآن الكريم بشدّة، فقال عن الاسراف: «وَانَّ المُسرِفِينَ هُمْ اصْحَابُ النَّارِ». (المؤمن/ 43)

ورغم أنّ هذا الكلام قد ورد في سورة المؤمن على‌ لسان مؤمن آل فرعون، لكن القرآن أطلقه على‌ هذا المجال.

وقال أيضاً عن التبذير: «انَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا اخْوَانَ الشَّيَاطِينَ». (الاسراء/ 27)

ومن الواضح أنّ مصير الشياطين واخوانهم ليس سوى‌ الوقوع في بؤرة الغضب الإلهي- أي جهنّم-.

و «الاسراف»: و (السَرَف) وهي على‌ وزن «الهدف» تعني كما يقول أهل اللغة تجاوز الحد في أي عمل، وإن كانت تُطلق على‌ الأغلب على‌ تجاوز الحد في صرف الأموال‌ [1].

ولهذا يُطلق القرآن الكريم كلمة المسرفين على‌ المشركين والمجرمين الذين يتجاوزون الحدود الإلهيّة، وحتّى‌ قتل الناس الأبرياء يُعَدُّ نوعاً من الاسراف.

وكلمة «التبذير» مشتقة من مصدر «البذر» وتعني في الأصل النثر، وتُطلق عادة على‌ الحالات التي تُنثر فيها الأموال بلا هدف، أو حين تُصرف هنا وهناك وتكون نتيجتها الاتلاف والتضييع‌ [2].

ولو فكّرنا في وضع العالم الحالي والتبذير والاسراف السائد فيه والذي لا يقتصر على‌ المواد الغذائية والإمكانات المادّية فحسب، بل ويتعداه إلى‌ تجاوز الحدود في كل شي‌ء، لوجدنا أنّه وقبل أن يستحق الآخرة، جعل من هذه الدنيا جهنّم لاهبة يحترق في نارها الصغير والكبير ولا مغيث لنداءاتهم، حينذاك سنوقن أنّ عقوبة الاسراف والتبذير يجب أن تكون نار جهنّم.


[1] المفردات للراغب، مادة (سرف).

[2] التحقيق في كلمات القرآن الكريم، مادة (بذر).

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست