responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 284

حتى‌ أنّ اسم احدى‌ السور هو «المطففين» وقد جاء في مستهلّها: «وَيلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* أَلَا يَظُنُّ اولَئِكَ انَّهُمْ مَّبعُوثُونَ* لِيَومٍ عَظِيمٍ.. كَلَّا انَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ».

(المطففين/ 1- 4- 5- 7)

ل بعض المفسّرين: إنّ‌ «الويل» يعني شدّة عذاب القيامة، وقال آخرون: إنّها اسم وادٍ خاص في جهنّم‌ [1].

وجاء أيضاً في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «لم يجعل اللَّه الويل لأحد حتّى‌ يسمّيه كافراً، قال عزّ وجلّ: فويل للذين كفروا...» [2].

و ورد أيضاً في حديث عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال: «ويل وادٍ في جهنّم يهوي فيه الكافر» [3].

و يفهم من هذه التعابير أنّ التطفيف- أي عدم ايفاء الميزان في البيع- يصل حدَّ الكفر أو هو نوع من الكفر.

وكلمة «ويل» لها معنىً لغوي واسع، يرادف الشر والغم، والهلاك أو العذاب الأليم، وما ذكر آنفاً يمكن أن يكون مصداقاً لذلك.

وممّا يسترعي الانتباه أنّ ألفاظ الآية وإن كانت تخصّ المطففين للمواد القابلة للوزن والكيل لغرض البيع والشراء، إلّاأنّه لا يُستبعد أن تتسع الآية لما هو أبعد من ذلك لتشمل كل من يقصّر في تأدية واجباته الدينية والأخلاقية والاجتماعية وذلك لأنّ كل من يقصر في أداء واجبه وينتقص من عمله يُعتبر في الحقيقة مُطفّفاً.

ولهذا نُقل عن الصحابي المعروف «عبداللَّه بن مسعود» أنّه قال: «كل من طفف في صلاته ينطبق علية ماقاله اللَّه تعالى‌ بشأن المطففين» [4].


[1] تفسير القرطبي، ج 10 ص 7041.

[2] اصول الكافي، ج 2، ص 32، ح 1.

[3] تفسير روح المعاني، ج 30، ص 68.

[4] تفسير مجمع البيان، ج 1، ص 452.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست