responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 282

يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِم نَاراً وَسَيَصْلَونَ سَعِيراً». (النساء/ 10)

و ورد في الروايات عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «شرّ المأكل أكل مال اليتيم ظلماً» [1].

ولكن هل أنّ التعبير القرآني في عقوبة آكل مال اليتيم جوراً بأنّه يأكل ناراً، هو تعبير مجازي؟ قال جماعة من المفسّرين بإمكانية حمله على‌ المعنى‌ الحقيقي لأنّ هذا التعبير يظهر أنّ لأعمالنا صورة باطنية إضافة إلى‌ الصورة الظاهرية، وأنّ تلك الصورة خافية عنّا في هذا العالم وتظهر في يوم القيامة، ومسألة تجسد الأعمال نابعة من هذا الموضوع، وعلى‌ هذا فلا يُستبعد حمل الآية على‌ معناها الحقيقي (فتأمل).

18- أكل الربا

وهذا العمل أيضاً من الأعمال التي وعد القرآن مرتكبيها بعذاب جهنّم حيث يقول:

«فَمَنْ جَاءَهُ مَوعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَانتَهَى‌ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ الَى‌ اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَاولَئِكَ اصحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ». (البقرة/ 275)

وجاء ما يُشبه هذا المعنى‌ في الآيتين اللتين تهددان كذلك آكلي الربا بعذاب النّار وتصفانه بأنّ له نفس العذاب الذي ينتظر الكافرين: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا اضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ* وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِى اعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ».

(آل عمران/ 130- 131)

فعندما يعلن المرابون العصيان على‌ اللَّه، أو يعلن هو جلّ شأنه الحرب عليهم فمعنى‌ هذا أنّهم قد تنزّلوا إلى‌ مستوى‌ الكافرين، وهذا تعبير رهيب في وصف هذه المعصية الكبيرة.

نستشف من بعض الروايات أنّ الربا محّرم في جميع الكتب السماوية وفي جميع شرائع الأنبياء، كما تنص هذه الرواية التي وردت في فقه الرضا عليه السلام: «وهو محرم على‌ لسان كل نَبّي وفي كلِّ كِتابٍ» [2].


[1] بحار الأنوار، ج 76، ص 267، ح 1.

[2] فقه الرضا عليه السلام، طبقاً لنقل مستدرك الوسائل، ج 13، ص 331، ح 7.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست