responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 193

وبناءً على ذلك ومع الأخذ بنظر الاعتبار «الجنات» بكل نعمها ومواهبها يكون مفهوم «النزل» في ذلك المضيف الكبير هو: وجود استقبالات أعلى وأهم ولعلها تكون إشارة إلى‌ تلك‌ النعم المعنوية والجذبات الروحانية والمظاهر القدسية، ولهذا السبب ورد في قوله تعالى بعد جملة: «نُزُلًا مِّن عِندِ اللَّهِ» قوله تعالى: «وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيرٌ لِّلَابرَارِ».

(آل عمران/ 198)

حتى وإن كان‌ (النزل) بمعنى مايعد للضيف من الكرامة والبر والطعام والشراب (كما قال ذلك بعض المفسرين). فإنّه لا يمكن انكار أنّ ضيافة الشخص الكريم لاتنحصر بإطعام الضيوف فقط، بل تشمل إضافة إلى‌ ذلك تقديم أنواع الهدايا والعطايا التي تهدى إليهم، وما الطعام والشراب إلّاشيئاً يسيراً قبال هذه الامور.

وبناءً على هذا ومهما كان معنى‌ (النزل)، فانه إشارة لطيفة إلى‌ تلك المواهب المعنوية والروحانية للجنّة.

15- النعم التي لا تتصور

ممّا لا شك فيه أنّ النعم المادية في الجنّة لا تنحصر بما قيل سلفاً، فطبيعة هذا العالم المحدود تحول دون أن يكون لدينا تصور متكامل عن النعم المادية والروحانية في العالم الآخر.

ومن جهة اخرى، أنّ حب التنوع عند الإنسان يدفعه لطلب المزيد من المواهب والنعم المختلفة، ولذا عني القرآن الكريم بهذه المسألة عناية خاصة وأعلن صراحة: «وَفِيهَا ماتَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ». (الزخرف/ 71)

وهذا التعبير هو أكثر التعابير شمولية وجمعاً فيما يتعلق بالمواهب والنعم الإلهيّة في الجنّة.

يقول المرحوم (الطبرسي) في مجمع البيان: «لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يصفوا ما

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست