responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 182

ونختم هذا الموضوع بما نقله أحد المفسرين: «لو بسط ثوب من أثواب الجنّة في الدنيا لاندهش أهلها جميعاً» [1].

10- حلي الجنّة

أشرنا في البحث السابق إلى‌ ألبسة أهل الجنّة، وسنتطرق في هذا البحث إلى‌ حليهم أيضاً.

من المعلوم أنّ للحلي والزينة المناسبة أثر نفسي كبير على‌ روح الإنسان، فتبعث فيها الارتياح والانبساط والبهجة، وإذا لم تخرج عن حد الاعتدال فلا باس في ذلك وهو عمل مرضي، لذا نجد أنّ الكثير من الآيات القرآنية والروايات أكدت على‌ الزينة والتجمل والتطيب حتى‌ أثناء العبادة ومن جملتها: ارتداء الألبسة الطاهرة، اختيار الألوان المناسبة، تمشيط الشعر، استعمال العطور والطيب، والتختم باليمين ونحو ذلك.

ويستفاد من آيات عديدة من القرآن أنّ أهل الجنّة يتجملون ويتزينون بأفخر أنواع الحلي، وبهذا فهم يتمتعون بلذة نفسية كافية، ولقد ورد في ثلاث آيات من القرآن الكريم قوله تعالى‌: «يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ اسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ». [2]

«أساور»: جمع‌ (اسْوِرَة) على‌ وزن (تجربة) وهي أيضاً جمع‌ (سُوار) على‌ وزن (غبار) و (كتاب) ومشتقة من الكلمة الفارسية (دستوار).

ولقد صرحت آيتان من الآيات الثلاث بالإضافة إلى‌ (الذهب) ب (اللؤلؤ) أيضاً، ويقول بعض المفسرين أنّها إشارة إلى‌ أساور الجواهر واللؤلؤ، ولو أخذنا بنظر الاعتبار أنّ (اللؤلؤ) عطف على‌ محل (من أساور) وهو منصوب فيكون بمنزل المفعول به ل «يحلون» فيكون معنى‌ الآية هكذا: «يُحَلَّونَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُولُؤاً وَ لِبَاسُهُم فِيهَا حَرِيرٌ».

(الحج/ 23)

ومن الممكن أن تكون زينة اللؤلؤ مشتقة من الأساور، وكذلك يمكن أن تكون جزءاً منها.


[1]. روح المعاني، ج 15، ص 249.

[2]. الكهف، 13 والحج، 23 وفاطر، 33.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست