responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 152

12- الصدق‌

قلما نجد في أعمال الإنسان مثل جمال وجاذبية (الصدق والواقعية)، ويتبيّن من الآيات والروايات أنّ وزن الصدق ثقيل جدّاً في ميزان الأعمال، وذلك لأنّه يعد من أسمى‌ أوصاف أولياء اللَّه وهو أحد مفاتيح الجنّة كما صرح بذلك القرآن الكريم: «هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِديِنَ فِيهَآ ابَداً». [1] (المائدة/ 119)

ومن الواضح أنّ المراد بالصدق في هذه الدنيا هو الصدق في العقيدة والقول والفعل وكل صفة من هذه الصفات هي علامة من علامات (التقوى‌) عند الإنسان في هذه الدنيا وإلّا فلا محل للصدق في الآخرة حيث لايُكذب هناك.

إضافة إلى‌ هذا فإنّ الأوضاع يوم القيامة لا مجال فيها إلّاللصدق، وحتى‌ المذنبون فإنّهم إن عمدوا إلى‌ انكار الحقائق مؤقتاً فسُرعان ما يدركون بأنّ لا جدوى‌ من الانكار وبالتالي يعترفون بجميع ذنوبهم.

ويمكن أن نستفيد من هذا التعبير ضمناً أنّ جميع الأعمال الصالحة تنحصر في الصدق، ويتضح التحليل المنطقي لذلك بشي‌ء من التأمل حيث إنّ جميع الذنوب إنّما هي ناشئة من عدم الصدق في ادّعاء الإيمان والإسلام، فالشخص الذي يعترف ويقر بقانون كيف يسمح لنفسه بمخالفته؟

وتتّضح أهميّة الصدق من هذه الناحية وهي أنّ اللَّه سبحانه وتعالى‌ جعله الوسيلة لكشف حقائق الناس، كما ورد ذلك في حديث عن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله قال: «لا تنظروا إلى‌ كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحج والمعروف، وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى‌ صدق الحديث، وأداء الأمانة» [2]، وقال صلى الله عليه و آله في حديث آخر: «إنّ الصدق يهدي إلى‌ البر والبر يهدي إلى‌ الجنّة» [3].

إذن فالصدق مفتاح من مفاتيح الجنّة.


[1] في هذه الآية يكون «هذا» مبتدأ و «يوم» خبر وجملة «ينفع ...» مضافة إلى‌ «يوم».

[2] بحار الأنوار، ج 68، ص 9، ح 13.

[3] المحجة البيضاء، ج 8، ص 140.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست