responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 149

الحق، والتفسير ب «الاعتدال» من أربات اللغة إنّما هو من هذا الباب أيضاً.

قال الراغب في مفرداته: «يقال: الاستقامة: الطريق الذي يقع على‌ خط مستقيم ولهذا يقال للطريق الحق: (الصراط المستقيم) واستقامة الإنسان هي ملازمة الطريق المستقيم» [1].

إضافة إلى‌ أنّ مفهوم الاستقامة يعني استواء الطريق كذلك أنّه يعني المقاومة والثبات، وعلى‌ هذا الأساس فتعبير الاستقامة على‌ النهج الصحيح من عوامل الدخول إلى‌ موضع اللطف والكرامة الإلهيّة (ألا وهي الجنّة) وورد عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام في تفسير الآية أنّهم قالوا: «استقاموا على‌ ولاية اميرالمؤمنين» والتي تعد الخط المستقم للإسلام الصحيح‌ [2].

ولو تأملنا في الآية الكريمة لوجدنا أنّها ذكرت‌ (الإيمان) أولًا (قالوا ربّنا اللَّه) وبعدها عطفت (الاستقامة على‌ الطريق الصحيح) على‌ الإيمان ب «ثم» التي تفيد العطف المباشر لتوحي إلى‌ أنّ عملًا كهذا هو نتيجة مثل ذلك الإيمان، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الإنسان يحزن على‌ امور قد حدثت في الماضي وأحياناً اخرى‌ يخاف ويقلق من أمور قد تحدث في المستقبل، يقول القرآن الكريم في الآية مورد البحث: «فلا خَوفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».

ونختتم هذا الموضوع بحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله قال سفيان الثقفي: قلت: يارسول اللَّه أخبرني بأمر أعتصمُ به. قال الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله: «قل ربّي اللَّه ثم استقم، قال: فقلت: ما أخوف ما تخاف علي: فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بلسان نفسه فقال: هذا» [3].

10- إطاعة اللَّه ورسوله صلى الله عليه و آله‌

من الأعمال التي توجب دخول الجنّة هي اطاعة اللَّه والرسول صلى الله عليه و آله كما ورد ذلك في ق. له‌


[1]. مفردات الراغب، مادة (قوم).

[2]. تفسير علي بن إبراهيم ج 2، ص 265، ذيل الآيتين 30 و 31 من سورة فصلت واللتين تشبهان الآية أعلاه.

[3]. تفسير الكبير، ج 10، ص 22.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست