responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 125

إلى‌ جسر الصراط، والشاهد على‌ هذا التفسير حديث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال في تفسير الآية المذكورة: «أما تسمع الرجل يقول: وردنا ماء بني فلان، فهو الورود ولم يدخله» [1].

وأوضح من هذا التعبير ماورد في حديث قصير نقله القرطبي في تفسيره وهو مرويّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «الورود الممر على‌ الصراط» [2].

وهناك تفسير آخر يرجحه أغلب المفسرين: وهو أنّ البر والفاجر يدخلان جهنّم فتكون برداً وسلاماً على‌ المؤمنين وعذاباً لازماً على‌ الكافرين والمجرمين، كما أصبحت النّار برداً وسلاماً على‌ إبراهيم عليه السلام، فالنار لا تحرق أجسام المؤمنين بسبب عدم سنخية هذه الأجسام مع النّار فيكون حكم أجسامهم كحكم المواد التي تخمد النيران في حين أنّ سنخية الكفّار تتلائم مع النّار، كمثل المواد المساعدة على‌ الاحتراق.

والدليل على‌ هذا الكلام رواية نقلت عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري رضى الله عنه إذ سئل عن هذه الآية فقال: سمعت رسول اللَّه يقول: «الورود الدخول لا يبقى‌ بر ولا فاجر إلّادخلا فتكون على‌ المؤمنين برداً وسلاماً حتى‌ أنّ للناس ضجيجاً من بردها» [3].

و إذا رجحنا هذا التفسير فسوف لا تكون الآية دليلًا على‌ مسألة جسر الصراط.

الآية الثانية: عبارة عن تهديد ووعيد للظالمين فبعد أن ذكر عذابهم الدنيوي الشديد قال تعالى‌: «انَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ».

«المرصاد»: مشتقة من مادة (رصد) على‌ وزن (حَسَد) وهو المكان الذي يرصد منه‌


[1]. تفسير البرهان، ج 3، ص 20.

[2]. تفسير القرطبي، ج 6، ذيل الآية مورد البحث.

[3]. تفسير روح الجنان، ج 7، ص 431 (وقد نقل هذا الحديث جمع آخر من المفسرين من جملتهم صاحب نور الثقلين؛ والفخر الرازي).

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست