كما ورد في
بداية هذا الكتاب فإنّ هناك حبلًا ممتداً من أعماق قلب كل إنسان متصلًا باللَّه
عزّوجل، فتنطلق في روضةِ روح كلِ انسانٍ انشودةٌ تعبر عن هذا الإرتباط، ولهذا السبب،
ونظراً لكثرة النفوس الإنسانية، فإنّ الطرق إلى اللَّه لا حصر لها، ولكلّ إنسان
نوع خاص به من الإدراك والشعور بالنسبة للَّهسبحانه وتعالى.
ولكن مع كل
هذه الاختلافات فإنّ وجهة الجميع واحدة، العالم بأسره منقاد له، وينمو في أعماقِ
روحِ كلِ إنسانٍ برعم من معرفة ذاته وصفاته، وتُزهر في قلب كل إنسانٍ زهرةٌ من
أزهار معرفته.
ويرتفع
دائماً من «الوادي الأيمن» نداءُ «إِنّى أَنا رَبُّكَ»
ويدعو الفطرة السوية الكامنة في كل النفوس الإنسانية إليه بصوت:
«فَاخْلَع نَعْليكَ إِنَّكَ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوى». (طه/ 12) يأمر
الجميع بأن يسيروا بكل خضوع وخشوع واحترام وحذر شديد في الوادي المقدّس.
ويوصي جميع
بني آدم بأن يعملوا بوصيته مثلما عملت مريم عليها السلام عندما أوصاها بقوله: