responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 355

وقد طرحت الآية الرابعة والأخيرة استفهاماً تقريرياً قائلة: «افَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلَامِ فَهُوَ عَلَى‌ نُورٍ مِّنْ رَّبِّهِ‌»؟ وهذا دليل واضح على‌ أنّ قبول الإيمان متزامن ومقترن مع شرح الصدر، وشرح الصدر أرضية خصبة للنور الإلهي، النور الذي يضي‌ء العالم أمام أعين المؤمن، ويكشف له حقائقه كما هي.

إنّ المراد من‌ «شرح الصدر» هو اتساع الروح إلى‌ درجة تكون مستعدة لاستيعاب حقائق كثيرة، وما يقابل شرح الصدر هو «ضيق الصدر» أي تضيق الروح بدرجة لا تتمكن من استيعاب شي‌ءٍ من الحقائق، وبتعبير آخر: إنّ شرح الصدر هو اتساع وعظمة الروح الذي يُعَدُّ الإرتباط بالذات اللامتناهية أحد عوامله، نعم إنّ الروح التي تتخذ صبغة اللَّه وتتسع تكون أهلًا لقبول العلوم والمعارف الإلهيّة.

إنّها لا تتسع فحسب، بل تلين وتختصب وتتهي‌ء لنثر بذور المعرفة فيها، ولهذا صرحت الآية في النهاية: «فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّنْ ذِكْرِ اللَّه‌».

توضيح‌

علاقة الإيمان بالعلم في الروايات الإسلامية:

1- جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «إنّ المؤمن ينظر بنور اللَّه» [1] فطلب أحد الصحابه بيان معنى‌ الحديث فقال عليه السلام: «هذا إنّما هو لأجل أنّ اللَّه تعالى‌ قد خلق المؤمن من نوره واحاطه برحمته».

2- ونقرأ في حديث آخر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«اتقوا فراسة المؤمن فانّهُ ينظر بنور اللَّه ثم تلا: إنّ في ذلك للمتوسمين» [2].

3- وفي رواية اخرى عن الإمام موسى‌ بن جعفر عليه السلام عن آبائه الكرام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله‌


[1]. بحار الأنور، ج 64، ص 74، ح 2.

[2]. المصدر السابق، ح 4.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست