responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 352

جمع الآيات وتفسيرها

تأثير الإيمان على‌ الرؤية الصحيحة:

تحدثت الآية الاولى‌ عمّن كانوا موتى‌ ثمّ أحياهم اللَّه وجعل لهم نوراً يهتدون به في الطريق.

والمراد من الموت والحياة هنا هو الإيمان بعد الكفر، كما جاء ذلك في الآية: «يَا أَيُّهُا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ اذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ‌». (الانفال/ 24)

وعلى‌ هذا فالحياة هي حياة الإيمان الحقيقي والصادق، الحياة المقترنة بالنور والضياء والمعرفة.

والجانب المقابل لجانب الأحياء، هو جانب أولئك الذين ضلوا في ظلمات الكفر ولم يخرجوا منها أبداً «كَمَنْ مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا».

يعتقد كثير من المفسرين أنّ هذا النور هو نور القرآن، وقد فسّره بعضهم بنور الدين، وبعضهم بنور الحكمة [1]، وقد أضاف البعض على‌ ذلك نور الطاعة [2]، لكن المسلم أنّ لهذا النور مفهوماً واسعاً يشمل جميع أنواع المعرفة، ومن البديهي أنّ مراد القرآن هو اكمل مصاديقه.

إنّ التعبير ب «يمشي به في الناس» يتناسب كثيراً مع الحياة الاجتماعية في الدنيا، كما يكشف عن أن «الإيمان» يَعِدُّ أرضية «المعرفة» في قلب الإنسان ويحول دون ارتكاب الأخطاء في الحياة الدنيا.

وقد شبهت الآية الثانية غير المؤمنين (أو أعمالهم) بظلمات أعماق بحرٍ لُجّي تتلاطم الأمواج على‌ سطحه، وسمائه ملبدة بالغيوم بحيث إذا أخرج شخص يده لم يكد يراها أحد.


[1]. التفسير الكبير، ج 13، ص 172؛ تفسير القرطبي، ج 4، ص 214؛ تفسير المنار، ج 8، ص 30.

[2]. تفسير روح الجنان، ج 5، ص 50.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست