responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 303

وهناك أسباب وعلل لهذا العمل (أي انكار الواقعيات مع العلم والمعرفة)، فتارة ينشأ عن العناد، وتارة اخرى عن التعصب، وتارة عن الكبر والغرور، وتارة يقدم الإنسان عليه حفاظاً على‌ مصالحه المادية التي تتعرض للخطر إذا ما كشف عن الحقائق، وتارة لأجل شهوات اخرى، وعلى‌ أيّة حال فإنّ لهذا العمل مردودات سلبية، وهو حدوث حجاب على‌ العقل والفطرة فتنقلبُ قدرة التمييز عند الإنسان رأساً على‌ عقب.

7- حجاب الظن القاتم‌

إنّ اتباع الظنون والخيالات الباطلة يغير العقل تدريجياً ويحرفه عن جادة المعارف الأصيلة، ويجعل حجاباً أمام عينيّ الإنسان واذنيه.

في البداية نقرأ معاً خاشعين الآية الكريمة التالية:

«وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيْرٌ مِّنْهُم وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ‌». (المائدة/ 71)

جمع الآيات وتفسيرها

إنّ هذه الآية ناظرة إلى‌ فريق من اليهود الذين عاهدوا اللَّه على‌ أن يتبعوا دعوات الأنبياء ويخضعوا لها، إلّاأنّهم كلما جاءهم رسول يأمرهم بما يخالف أهواءهم النفسية نهضوا ضده أو قتلوه.

ثم تضيف الآية: إنّهم حسبوا أن لا تكون فتنة ولا عذاب، وهذا ظن باطل نشأ عن حب الدنيا والكبر والغرور، ظن باطل تدعو إليه الشياطين والأهواء النفسية، وهذا الظن هو الذي ألقى‌ بحجابه على‌ أفئدتهم وأبصارهم وسمعهم فحال دون أن يعقلوا شيئاً، فلم تعد أبصارهم تدرك الآثار المتبقية من المصير المؤلم للاقوام السالفة ولم تعد آذانهم تمتلك‌

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست