فتارة ترك التدبر ينشأ عن ظلمات القلب، وتارة اخرى ظلمات القلب تنشأ عن ترك
التدبر.
وننهي حديثنا هذا برواية عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيها: «قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدرّ
به الملوك واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده واقامه
إقامة القدح فلا كثّر اللَّه هؤلاء من حملة القرآن، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء
القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله واظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به
عن فراشه فبأولئك يدفع اللَّه العزيز الجبار البلاء وبأولئك يديل اللَّه عزّ وجلّ
من الأعداء وبأولئك ينزل اللَّه عزوجل الغيث من السماء فواللَّه لهؤلاء في قرّاء
القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر»[1].
إنّ هذه الآية ناظرة إلى المنافقين، وبالرغم من أنّ النفاق حجاب مستقل بحد
ذاته إلَّا أنّ القرآن هنا يذكر موضوعاً آخر في هذا المجال حيث يقول: «بِانَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَفْقَهُونَ».
يعتقد بعض المفسرين: أنّ الأشخاص المعنيين في هذه الآية هم فريق آمنوا ظاهراً
وظلّوا كفّاراً باطناً.
[1]. اصول الكافي، ج 2، باب 13
النوادر، ص 627، ح 1.