إنّ «الأماني» جمع «أمنية» وتطلق على الحالة النفسية التي تعرض للإنسان من
جراء تمنيه لشيءٍ ما [1]، والجدير بالذكر أنّ الأماني المعقولة والمنطقية ليست نقصاً، بل هي عامل
لتقدم البشر وبناء مستقبل أفضل لهُ من الحاضر، إنّما النقص في الآمال البعيدة وغير
المنطقية، ولهذا يفسرون الأماني في موارد كهذه بالمعنى الثاني، حيث تجعلُ الإنسان
في غفلة وتسدل حجاباً من الظلمة على قلبه.
ويقول ابن الأثير: إنّ التمني يعني تشهّي حصول الأمر وكذلك يطلق على ما يخطر
على النفس بالنسبة للمستقبل، كما أنّ «مُنْية» و «الامْنيّة» وردتا بمعنى واحد [2]، إلّاأنّ بعضاً
فسّر «الأمنية» بالكذب، ذلك لأنّ الكاذب يُقدّر أمراً في قلبه ثم يحدّث به [3].
يقول الراغب: لما كان الكذب تصوّر ما لا حقيقة له صار التمني كالمبدأ للكذب
فصحّ أن يُعبّر عن الكذب بالتمنّى.
وادّعى البعض: أنّ معنى هذه المفردة في الأصل هو التقدير والفرض والتصوير [4]،
[1]. مفردات الراغب، وينبغي الالتفات
إلى أن الأماني جمع أمنية، أمّا مُنى فجمع منية.