إنّ رابع وخامس آية أشارتا إلى موقف وكلام فريق من المشركين في عهد الرسول
صلى الله عليه و آله أو العهود التي سبقت عهده تجاه دعوة النبي الأكرم صلى الله
عليه و آله أو الأنبياء السالفين، حيث كانوا يقولون: «انَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَانَّا عَلَى
آثَارِهِمْ مُّقْتَدُونَ».
وهكذا توارثت الأجيال بعد الأجيال الكفر وعبادة الأصنام والآثام والعادات
والسنن القبيحة، وقد نسجت روح التقليد حجاباً سميكاً على عقولهم لا يسمح لهم
لقبول أي حقيقة، فيقول القرآن عن هؤلاء تارة: «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَايَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلَا
يَهْتَدُونَ».
(المائدة/ 104)
ويقول تارة اخرى: «أَوَلَوْ كَانَ
الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ الَى عَذَابِ السَّعِيْرِ».