responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 233

طابع، وعندما تستعمل هذه المفردة في مجال العقل فتعني أنّه مُغطَّى‌ ومختوم عليه فلا يفهم ولا يعي شيئاً، وكأنّ أبوابه مغلقة ومختوم عليها، أمّا مفردة «طَبَع» فتعني الصدأ الذي يعلو السيف كما تطلق على‌ المعاصي والذنوب التي تعلو القلب وتغطيه.

و «الخَتْم»: يعني الانتهاء والفراغ من الشي‌ء، وبما أنّ الرسائل تختم عند الفراغ منها، قيل لوسيلة الختم خاتم، وفي الماضي كان كثير من الناس ينقشون أسماءَهم على‌ فصوص ما يتختمون به، فيختمون بها الرسائل، ولهذا اطلق على‌ خاتم اليد خاتماً.

وكان وما زال العرف (إذا أرادوا أن يغلقوا بيتاً أو صندوقاً بحيث لا يفتحه أحد) يغلقون الباب أولًا بحبل أو قفل، ثم يصبون مادة لصقة أو طين لزج على‌ القفل أو الحبل ثم يختمون على‌ تلك المادة، بحيث إذا أراد شخصٌ فتح الباب أو الصندوق اضطرَّ لأنّ يكسر الختم.

إنّ استعمال القرآن لهذه المفردة في مجال العقول، إشارة إلى‌ أنّها عقول مقفلة ومختوم عليها ولا تعي شيئاً بدرجة لا يمكن أن تحصل على بصيص للوصول إلى‌ طريق العلم والمعرفة.

جمع الآيات وتفسيرها

النفوذ التدريجي لآفات المعرفة:

(الانحرافات والرين والأمراض والأكنة والأقفال):

كما قلنا سابقاً: إنّ أهميّة بحث «موانع المعرفة» تستدعي عرض الموضوع في مرحلتين:

المرحلة الاولى‌: ونبحث فيها- إجمالًا- عن وجود الموانع والحجب وكيفية تأثيرها على‌ العقل، وكيفية تلوث مصادر المعرفة بها تدريجياً، إلى‌ درجة تنتهي إلى‌ تعطيلها.

المرحلة الثانية: ونبحث فيها عن جزئيات وخصائص كلٍ من هذه الموانع والآفات، وللقرآن بحث واسع تربوي وجذّاب في هذا المجال.

ولنبدأ أولًا من المرحلة الاولى‌، فممّا تجدر الإشارة إليه، هو أنّ القرآن تحدث عن موانع‌

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست