responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 121

واحد، وإذا شاهدنا أشخاصاً يشككون في هذا الأمر أو يعتقدون، بخلاف ما هو بديهي فهم في الواقع يتلاعبون بالألفاظ لا أكثر، فيفسرون (النقيضين) أو «الضدين» بمعانٍ غير تلك المعاني المتعارف عليها، والّا فلا خلاف في اصل الموضوع.

الامر الثاني: لا يخطأ الاستدلال إذا استند إلى‌ مقياس دقيق، فالخطأ ينشأ عندما يستند الدليل إلى‌ مقاييس غير دقيقة، ولهذا لا نشاهد اختلافاً في مسائل الرياضيات وقوانينها، لأنّها تعتمد على‌ أسسٍ دقيقة، ونمتلك معايير واضحة لمعرفة صحة أو خطأ النتيجة لأي مسألة، والنتائج تكون قطعية كذلك.

الأمر الثالث: إنّ قولنا بوجود أخطاءٍ في الإدراكات العقلية، دليل على‌ قبولنا للإدراكات العقلية لا على‌ نفيها، وذلك لأنّ مفهوم حديثنا عن الأخطاء في الإدراكات هو أننا نقلب بعض الحقائق ونخطّي‌ءُ عقائد الآخرين على‌ أساس تلك الحقائق المقبولة لدينا.

مثلًا عندما حكمنا بصحة أحد آراء الفلاسفة المختلفين، فانّنا نعلم أنّ صحة اعتقادين متضادين محال، وهذا إدراك عقلي بديهي، وقضية القائلين: «إنّ الحس لا اعتبار له لأنّه يُخطِى‌ءُ» تماثل هذه القضية، وكما ذكرنا سابقاً، فان تخطئتنا للباصرة في إدراكها لخط دائري ممتد ناشئة عن معرفتنا بأن هذا الخط نقطة نورانية متحركة، وبما أنّ «النقطة» تضاد «الخط» حكمنا بخطأ الباصرة في إدراكها للخط الممتد، وهذا اعتراف ضمني يوجد حقائق وإمكانية إدراكها.

وآخر الحديث، نقول: في الحقيقة إنّ جميع المنكرين للإدراكات العقلية يريدون إثبات مدعاهم بنفس الإدراكات، أي أنّهم ينقضون مدعاهم عملياً، وقد هبوا لحرب الإدراكات العقلية بواسطة الإدراكات العقلية.

2- منزلة العقل في الروايات الإسلامية

أكّدت الروايات الإسلامية على‌ أنّ للعقل أهميّة قصوى‌ أكثر مما هو متوقع، وأشادت به‌

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست