responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر الامثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 440

والمقصود من السجود هنا هو الخضوع والتواضع، وإلّا فإنّ السجود المعروف عند الناس لا مفهوم له بالنسبة للكواكب والشمس والقمر. إنّ هذه الرؤيا المثيرة ذات المغزى تركت يعقوب النبي غارقاً في التفكير ... فالقمر والشمس والكواكب، وأي الكواكب! إنّها أحد عشر يسجدون جميعاً لولدي يوسف، كم هي رؤيا ذات مغزى! لا شك أنّ الشمس والقمر «أنا وامه أو خالته» والكواكب الأحد عشر إخوته، هكذا يرتفع قدر ولدي حتى تسجد له الشمس والقمر وكواكب السماء.

إنّ ولدي «يوسف» عزيز عند اللَّه إذا رأى هذه الرؤيا المثيرة! لذلك توجه إلى يوسف بلهجة يشوبها الإضطراب والخوف المقرون «بالفَرحة» و «قَالَ يَا بُنَىَّ لَاتَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَى‌ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا» وأنا أعرف‌ «إِنَّ الشَّيْطنَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ» وهو منتظر الفرصة ليوسوس لهم ويثير نار الفتنة والحسد وليجعل الإخوة يقتتلون فيما بينهم.

ولكن هذه الرؤيا لم تكن دليلًا على عظمة يوسف في المستقبل من الوجهة الظاهرية والمادية فحسب، بل تدل على مقام النبوة التي سيصل إليها يوسف في المستقبل.

ولذلك فقد أضاف يعقوب- لولده يوسف- قائلًا: «وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى‌ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى‌ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرهِيمَ وَإِسْحقَ» [1].

أجل فإنّ اللَّه على كل شي‌ء قدير و «إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».

الرؤيا والحُلم: إنّ الرؤيا والأحلام على أقسام:

1- الرؤيا المرتبطة بماضي الحياة حيث تشكل الرغبات والأمنيات قسماً مهماً من هذه الأحلام.

2- الرؤيا غير المفهومة والمضطربة وأضغاث الأحلام التي تنشأ من التوهم والخيال وإن كان من المحتمل أن يكون لها دافع نفسي.

3- الرؤيا المرتبطة بالمستقبل والتي تخبر عنه.


[1] «التأويل»: في الأصل إرجاع الشي‌ء، وكل عمل أو كل حديث يصل إلى الهدف النهائي يطلق عليه «تأويل» وتحقق الرؤيا في الخارج مصداق للتأويل ... و «الأحاديث»: جمع الحديث، وهو نقل ما يجري، والحديث هنا كناية عن الرؤيا لأنّ الإنسان ينقلها للمعبرين.

اسم الکتاب : مختصر الامثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست