responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر الامثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 438

فالتعبير بكون القرآن عربياً- الذي تكرر في عشرة موارد من القرآن- جواب لأولئك الذين يتهمون النبي صلى الله عليه و آله بأنّه تعلم القرآن من أعجمي، وأنّ محتوى القرآن مستورد وليس وحياً إلهياً.

وهذه التعبيرات المتتابعة تحتم ضمناً وظيفةً مفروضة على جميع المسلمين، وهي أن يسعوا جميعاً إلى معرفة اللغة العربية وأن تكون اللغة الثانية إلى جانب لغتهم، لأنّها لغة الوحي ومفتاح فهم حقائق الإسلام.

ثم يقول سبحانه: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ».

يعتقد بعض المفسرين أنّ‌ «أَحْسَنَ الْقَصَصِ» إشارة إلى مجموع القرآن.

إنّ اللَّه سبحانه عبّر ب «أَحْسَنَ الْقَصَصِ» عن مجموع هذا القرآن الذي جاء في أجمل البيان والشرح، وأفصح الألفاظ وأبلغها، مقرونةً بأسمى المعاني وأدقّها، بحيث يبدو ظاهره عذباً جميلًا، ومن حيث الباطن فمحتواها عظيم.

ولكن إرتباط الآيات المقبلة التي تبيّن قصة يوسف عليه السلام مع هذه الآية- محل البحث- بشكل يشدّ ذهن الإنسان إلى هذا المعنى، وهو أنّ اللَّه عبر عن قصة يوسف ب «أَحْسَنَ الْقَصَصِ» وقلنا مراراً أنّه لا مانع من أن تكون مثل هذه الآيات للمعنيين جميعاً ... فالقرآن هو أحسن القصص بصورة عامة، وقصة يوسف هي أحسن القصص بصورة خاصة.

أثر القصة في حياة الناس: مع ملاحظة أنّ القسم المهم من القرآن قد جاء على صورة تأريخ للُامم السابقة وقصص الماضين، فقد يتساءل البعض: لِم يحمل هذا الكتاب التربوي كل هذا «التاريخ» والقصص؟!

وتتضح العلة الحقيقية للموضوع بملاحظة عدّة نقاط:

1- إنّ التاريخ مختبر لنشاطات البشرية المختلفة، وما رسمه الإنسان في ذهنه من الأفكار والتصورات يجده بصورة عينية على صفحات التاريخ.

2- ثم بعد هذا فإنّ للتاريخ والقصة جاذبية خاصة، والإنسان واقع تحت هذا التأثير الخارق للعادة في جميع أدوار حياته من سنّ الطفولة حتى الشيخوخة.

والعلة في ذلك قد تكون أنّ الإنسان حسي بالطبع قبل أن يكون عقلياً ويتخبط في المسائل المادية قبل أن يتعمق في المسائل الفكرية.

اسم الکتاب : مختصر الامثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست