فبناءً على ذلك لا معنى لأن يسجد الإنسان لشىء مثله تحكمها قوانين الطبيعية،
وأن يمدّ يد الضراعة والحاجة إليه، وأن يجعل مقدّراته ومصيره تحت يده.
ثم تضيف الآية: أنّكم لو تزعمون بأنّ لهم عقلًا وشعوراً «فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ».
وهذا هو الدليل الثاني على إبطال منطق المشركين.
وفي البيان الثالث تبرهن الآية على أنّ الأصنام أضعف حتى من عبادها المشركين،
فتتساءل مستنكرةً: «أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ
لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ
لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا»[1].
وهكذا فإنّ الأصنام من الضعة بمكان حتى أنّها بحاجة إلى من يدافع عنها ويحامي
عنها، وأخيراً فإنّ الآية تبين ضمن تعبير هو في حكم الدليل الرابع مخاطبة النبي
صلى الله عليه و آله قائلةً: «قُلِ
ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونَ». أي إذا كنت كاذباً، وأنّ الأصنام مقرّبات عنداللَّه، وقد تجرأتُ عليها فلِمَ
لا تغضب عليّ؟ وليس لها ولا لكم ولمكائدكم أي تأثير عليّ.