وهذه إشارة إلى أنّه يجب الذبح في حج التمتع ولا فرق في هذا الهدي بين أن يكون
من الإبل أو من البقر أو من الضّأن دون أن يخرج من الإحرام.
6- ثم إنّ الآية تبيّن حكم الأشخاص غير القادرين على ذبح الهدي في حج التمتع
فتقول:
«فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ
ثَلثَةِ أَيَّامٍ فِى الْحَجّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ
كَامِلَةٌ». فعلى هذا فلو لم يجد الإنسان أضحيةً أو أنّ وضعه المالي لا يطيق ذلك
فيجب عليه جبران ذلك بصيام عشرة أيام.
إنّ التعبير بكلمة
(كاملة)
إشارة إلى أنّ صوم الأيام العشرة يحلّ محل الهدي بشكل كامل، ولهذا ينبغي
للحجاج أن يطمأنّوا لذلك وأنّ جميع ما يترتب على الأضحية من ثواب وبركة سوف يكون
من نصيبهم أيضاً.
7- ثم إنّ الآية الشريفة تتعرض إلى بيان حكم آخر وتقول: «ذلِكَ لِمَن لَّمْ
يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ». فعلى هذا لا يكون لأهل مكة أو
الساكنين في أطرافها حج التمتع، فوظيفته حج القِران أو الإفراد (وتفصيل هذا
الموضوع مذكور في الكتب الفقهية).
وبعد بيان هذه الأحكام السبعة تأمر الآية في ختامها بالتقوى وتقول:
«وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ». ولعل هذا
التأكيد يعود إلى أنّ الحج عبادة إسلامية هامة ولا ينبغي للمسلمين التساهل في أداء
مناسكه وأنّ ذلك سيؤدّي إلى اضرار كثيرة، وأحياناً يسبّب فساد الحج وزوال بركاته
المهمة.
بحثان
1- أهمية الحج بين الواجبات الإسلامية: يُعتبر الحج من أهم العبادات التي شُرّعت في الإسلام ولها
آثار وبركات كثيرة جدّاً، فهو مصدر عظمة الإسلام وقوّة الدين واتحاد المسلمين،
والحج هو الشعيرة العبادية التي ترعب الأعداء وتضخ في كل عام دماً جديداً في
شرايين المسلمين.
والحج هو تلك العبادة التي أسماها أمير المؤمنين عليه السلام ب (علم الإسلام
وشعاره) وقال عنها في وصيته في الساعات الأخيرة من حياته:
«اللَّه اللَّه في بيت ربّكم لا
تُخَلّوه ما بقيتم فإنّه إن