بعضهم في الموضوعات، كفاية الوثوق النوعي، و عدم الحاجة الى الوثوق الفعلي
الشخصي.
و الظاهر ان الدليل عليه هو بناء العقلاء و احتجاجهم بخبر الثقات فيما إذا
أخبروا بموضوع أو حكم، فإنهم يرونها حجة على العبيد، و من شابههم، و لا يصغون الى
اعتذارهم بعدم حصول الوثوق الفعلي، اللهم الا ان يكون هناك قرائن خاصة توجب اتهام
المخبر في خبره، و حينئذ لا يبعد رده، قبول العذر بوجودها.
ثانيهما: هل يكفي مجرد الوثوق بالرواية، و ان لم يوثق بالراوي،
بأن كان الراوي فاسقا كذابا، أو مجهول الحال، و لكن حصل من القرائن الخارجية
وثوق بنفس الرواية، فهل تكون حجة؟ و هل يحتج به أم لا؟
الظاهر انه كذلك لجريان سيرة العقلاء أيضا عليه، فإنهم يعتمدون على اخبار تدل
القرائن على صحة مضمونها، بحيث يحصل الوثوق بها، و ان لم يبلغ حد العلم، و يحتجون
بمثل هذه الاخبار.
و من هذا الباب ما هو المعروف من المتأخرين و المعاصرين من حجية خبر الضعيف أو
المجهول إذا عمل به المشهور، فينجبر ضعفه بعملهم، و ليس هذا الا من جهة الوثوق
بنفس الرواية، و ان كان الراوي غير موثوق به.
و كذلك ما قال به بعضهم من الاعتماد على الاخبار المروية في كتب المعتبرة
المعروفة، و ان كان هذه القرينة محلا للكلام بينهم من حيث الصغرى، و انها توجب
الوثوق أم لا؟
و من هذا الباب أيضا ما يرويه وكالة الإنباء في عصرنا من الاخبار المختلفة
المرتبطة بموضوعات شتى في العالم فكثيرا ما يعتمدون على أخبارهم في نقل بعض
الأمور، و ان كانوا فاسقين و كذابين، و ليس ذلك الا من جهة الوثوق الحاصل بنفس