إنّ جميع المسلمين متساوون في حق الانتفاع ببيت اللَّه الحرام «سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ...»[2]، وعلى هذا
الأساس فإنّ أولياء الكعبة يجب عليهم توفير الأمن والنظم والوسائل اللازمة لزوار
بيت اللَّه، لا أن يجعلوا من هذا المكان الشريف مركزاً لدعوة الناس إلى مذهبهم
وفرض عقيدتهم على الآخرين.
لا يحق لهؤلاء تحميل قراءتهم الخاصة المخالفة لاجتهاد علماء الإسلام في سائر
البلاد الإسلامية في مسائل العقائد، على الآخرين، فحتى في بدء بزوغ شمس الاسلام لم
تكن وظيفة أولياء الكعبة أكثر من ذلك كما يشير القرآن الكريم إلى هذا المعنى: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ...»[3].
وعليه فلو كانت لدى علماء هذا البلد الإسلامي رؤية خاصة وقراءة معينة في مسألة
التوحيد فلا يحق لهم تحميل هذه الرؤيه على الآخرين. ولا سيما أنّ الآخرين لديهم
علماء ومفكرون كثيرون يرون بطلان هذه الرؤية.