responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة شبهات و ردود المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 187

جوهرياً، و بتعبير آخر: هو نزاع لفظي؛ لأن التوسل بأولياء الله يرجع في الواقع إلى توسل الإنسان بأعمال هؤلاء، و هو مشروع، فلو لاحظ المخالفون بعين الإنصاف و البصيرة لاتضح لهم الأمر بشكل واضح وجلي، و الإشكال حينها سينحل، و ستنطفى‌ء نار الفتنة، و لن تصل النوبة لاتهام المسلمين بالشرك و الضلال.

و يضيف بعد ذلك لتوضيح هذا الكلام: إذا توسل شخص بواحد من أولياء الله فإنّ ذلك لأجل كونه محبوباً عنده.

و لكن لما ذا يكون محبوباً عنده؟

لأجل كونه رجلًا صالحاً، أو أنّه محب لله سبحانه و تعالى، أو أنّ الله سبحانه و تعالى يحبه، أو الإنسان يحب هذه الوسيلة، و عند ما نتعمق في كل هذه الأمور نجد أنّها ناشئة من العمل.

يعني في الواقع أنّ التوسل حاصل بالأعمال الصالحة عند الله سبحانه و تعالى، و هذا هو المعنى المتفق عليه عند جميع المسلمين‌ [1].

طبعاً نحن سنشير فيما بعد إلى أنّ التوسل بالأفراد مع جلالة شأنهم ليس لأجل أعمالهم، بعنوان كونهم وجهاء و عزيزين و عظماء عند الله، أو بأي دليل كان، بل لكونهم غير مستقلين بالتأثير، بل لأنّهم شفعاء عند الحضرة الإلهيّة، و هذا التوسل ليس كفراً و لا ممنوعاً.

و لقد أشارت الآيات القرآنيّة عدّة مرّات إلى هذا النوع من التوسل.

فالشرك هو أن نعتقد بأنّ هناك شيئاً له تأثير مستقل في مقابل الله، و اشتباه الوهابيين هو أنّهم خلطوا بين «العبادة» و «الشفاعة» الموجودة في آية: (ما


[1]. أنظر مفاهيم يجب أن تصحّح، ص 116 و 117.

اسم الکتاب : الشيعة شبهات و ردود المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست