responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة شبهات و ردود المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 169

و قال الشافعية و الحنابلة: البسملة آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلوات، إلّا أنّ الحنابلة قالوا كالحنفية يقرأ بها سرّاً و لا يجهر بها، و قال الشافعية: يسرّ بها في الصلاة الإخفاتية، و يجهر بها في الصلاة الجهرية» [1].

فبناءً على ما تقدم يكون قول الشافعية أقرب إلى قول فقهاء الشيعة من بقية الأقوال، إلّا أنّ أصحابنا يرون استحباب الجهر بالبسملة في جميع الصلوات، و متفقون على وجوب قراءتها في سورة الحمد، و على أنّها جزء من كل السور المشهورة و المعروفة.

و في الحقيقة يصاب الباحث بالحيرة عند ما يرى أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) الذي عاش بين ظهرانيهم لمدّة ثلاث و عشرين سنة، كان يصلي جماعة في أكثر صلواته بحضورهم، و يسمعون ما يقوله في صلواته، و بعد فترة قصيرة يختلفون في كيفية صلاته بشكل فظيع، فبعضهم لا يجيز من قراءة البسملة، و بعضهم يوجب ذلك، و بعضهم يوجب قراءتها إخفاتاً، و بعضهم يوجب قراءتها جهراً في الصلوات الجهرية!!

ألا يشير هذا الاختلاف العجيب، و غير المتوقع إلى أنّ هذه المسألة لم تكن عادية، و أنّ هناك فريقاً سياسياً يعمل بخفاء لوضع أحاديث متناقضة و متضادة و ينسبونها إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) و سنأتي على شرحها فيما بعد.

يروي البخاري في صحيحه حديثاً يمكن من خلاله كشف القناع عن تلك المؤامرات التي تحاك، فيقول: «ينقل مُطَرِّف عن عمران بن الحصين قوله: عند ما كان علي (عليه السلام) يصلي في البصرة، قلت: ذكَّرنا هذا الرجل صلاةً كنّا نصلِّيها مع رسول الله (صلى الله عليه و آله)» [2].


[1]. تفسير المنار، ج 1، ص 46.

[2]. صحيح البخاري، ج 1، ص 190.

اسم الکتاب : الشيعة شبهات و ردود المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست