responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 5

المقدمة

قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«كانت مريم سيدة نساء زمانها، أمّا ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الاولين الاخرين».

***

شهدت المرأة معاناة قاسية جمة على مدى التأريخ، وكانت رقيقة في جسدها مقارنة بالرجل، فقد أثر هذا الامر سلباً على الظلمة والطواغيت الذين سعوا جاهدين على مر العصور لهضم حقها وتجريدها من إنسانيتها، وما ابشع من جرائم إرتكبوها بهذا الشأن، ولا سيما في شبه الجزيرة العربية وابان العصر الجاهلي- رغم أن الدنيا برمتها كانت آنذاك تسبح في بحر من الجاهلية- حيث كانوا أشد وطأة على المرأة وأعظم لثلمها شخصيتها. حتى بلغ بهم الأمر أن جعلوها سلعة تباع و تشتري؛ لم يورثوها الرجال (فهي لا تحمل السلاح وتحمي البيضة)، كما كانوا يعدون ولادة البنت عاراً، ولذلك- كما يشير القرآن- كانوا يعمدون لوأدها- بل الادهى من ذلك أنهم ولوا ظهورهم حتى لا بسط القوانين الطبيعية: فصار شاعرهم يقول:

بنونا بنو أبنائنا و بناتنا

بنوهن أبناء الرجال الأباعد

وهذا ما يمثل الجو الفكري الذي كان سائدا لديهم آنذاك. وهنا كان للاسلام الذي حمل راية القيم الالهية والانسانية موقفه الحازم ازاء هذا التفكير الجاهلى المقيت لتثور ثائرته من أجل إستعادة المرأة لشخصيتها المفقودة؛ فاعتمد أسلوب الوعظ والتوصيه والارشاد إلى جانب تشريع القوانين التي تكفل للمرأة حقوقها فسح المجال أمامها لتمارس دورها في كافة الميادين، وبالتالي الوقوف بحزم بوجه كل من تسول له نفسه التمرد على هذه الحقائق.

فقد ورد في الاخبار: أن أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب عادت معه من الحبشة وانطلقت لزيارة أزواج النبي صلى الله عليه و آله فكان مما سألت:

هل جاء شيى‌ء من القرآن بحق النساء؟ فأجبن بعدم العلم بهذا الأمر! فقصدت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقالت: يا رسول اللَّه، هل خلقت النساء للعذاب؟

(لعلها كانت مصيبة في طرحها مثل هذا السؤال على النبي صلى الله عليه و آله فهي حديثة العهد بالوحي والرسالة، وربما كانت تظن بان المبادى‌ء التي كانت تحكم المجتمع الجاهلي مازالت عالقة لحد الان).

فاجابها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ومم ذاك؟

قالت: لأن القرآن لم يقر لها بالفضل الذي أقره للرجال!

كانت تلك الواقعة في العام الهجري الخامس وقد مرت ثمانية عشر عاماً على انبثاق الدعوة الاسلامية، كما إستفاضت الايات القرآنية وتواترت الاحاديث النبوية التي تناولت قضية إحياء شخصية المرأة، مع ذلك و بهدف التأكيد فقد صرحت الاية الخامسة والثلاثون من سورة الاحزاب بهذا الفضل للنساء وحقيقة تأصل قيمها الانسانية التي تجعلها تشترك وأخيها الرجل في وحدة هذه الحقيقة وأنها تتمتع. بمكانتها

اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست