اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 147
الخطبة المؤلمة في نساء المدينة
ألقت سيدة النساء عليها السلام هذه الخطبة و هي على فراش المرض، ذلك المرض
الذي لم تشف منه أبداً، و منه عرجت روحها الطاهرة.
كانت خطبتها الأولى في مسجد الرسول صلى الله عليه و آله و هي في حالةٍ صحية
جيدة [1]، و
بحضور جمعٍ من رجال المهاجرين و الأنصار، و كانت هذه الخطبة في مقابل نساء
المهاجرين و الأنصار في داخل بيتها و على فراش المرض.
رغم أن المخاطب قد اختلف، و الزمان و المكان قد تغيّرا، و الحال قد تردّى،
إلا أن لحن الخطبتين ينم و بوضوح عن روحيةٍ عاليةٍ مملوءةٍ بالعلم و المعرفة،
مفمعةٍ بالإيمان وحب اللَّه، يفيض من جنبيها ألمٌ و حزن، و قد تميزت كلا الخطبتين
بلحنٍ بليغٍ و ساحقٍ و أخّاذٍ و قاطعٍ و شجاع، لكن لحن الخطبة الثانية التي هي
موضوع بحثنا حالياً كانت أشد تنكيلًا بالظالمين و أكثر حرقةً و ألماً و غماً.
لقد كانت هذه الخطبة التي صدرت من قلب بنت الرسول صلى الله عليه و آله المتألم
بمثابة رسالة الهموم و الاحزان.
[1] كما ورد شرحه في الخطبة الأولى،
فإن ستاراً قد أُسدل ليحجب النساء، ثم أنها كانتتتوسط جمع النساء اللاتي رافقنها.
اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 147