فإن تعزوه و تعرفوه تجدوه أبي دون نساءكم، و أخا ابن عمِّي دون رجالكم، و لنعم
المعزي إليه صلى الله عليه و آله.
فبلغ بالرسالة صادعاً بالنذارة، مائلًا عن مدرجة المشركين ضارباً ثبجهم، آخذاً
بأكظامهم داعياً إلى سبيل ربِّه بالحكمة و الموعظة الحسنة، يكسر الأصنام و ينكت
الهام، حتى انهزم الجمع و ولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه، و أسفر الحقُّ
عن محضه، و نطق زعيم الدين، و خرست شقاشق الشياطين، و طاح و شيظ النفاق، و انحلت
عقد الكفر و الشقاق و فهتف بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص.