وجه دون وجه،
و باعتبار الزّيادة قال تعالى (وَ ما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً
لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ)»
[1].
و بعض أُدباء
العرب أدخل معنى (النمو و الرشد) جزءً من معنى الرِّبا، فعلى هذا يكون الرِّبا
مرادفاً للنمو و الزّيادة و الرشد، و هذا المعنى الثالث يتلاءم و يتناغم مع الآية
المذكورة أعلاه، و لهذا يقال أيضاً: (التربية) لهذه الجهة، أي أنّها تربي الإنسان
و تنمية، فيحصل الإنسان بواسطتها على النمو و الرشد. ثم يضيف هذا العالم الشهير:
الرِّبا هو كلّ زيادة في رأس المال، و لكن في عرف الشرع يطلق على الزّيادة بنحو
خاص. و الخلاصة أنّه ذكر للربا معنيين: 1- الزّيادة 2- العلو و النمو.
2- قال صاحب
مقاييس اللغة: الرِّبا ورد بصورتين (الرِّبا) و (رباء)، و المراد من كليهما معنىً
واحداً، و هو الزّيادة و النّموّ و العلو.
و بهذا تحصّل
لدينا ثلاث مفاهيم في معنى الرِّبا.
3- يقول مؤلف
«لسان العرب»- و الذي يعتبر من كتب اللغة الشاملة و الواسعة-: الرِّبا بمعنى
الزّيادة و النمو.
4- و أخيراً
يقول صاحب «التحقيق في كلمات القرآن الكريم»: (و التحقيق أنّ الأصل الواحد في هذه
المادّة هو الانفتاح مع زيادة، بمعنى أن ينفتح شيء في ذاته، ثمّ يتحصّل له فضل و
زيادة).