النّاس يضعون أموالهم في البنك، بشرط أنّ لهم اختيار سحب مبالغ منها في أيّ
وقت أرادوا، و بدون أيّ قيد و شرط، و هذا النّوع من الحساب لا يأخذ البنك ربحاً و
لا يعطي ربحاً. و الغاية من هذا النّوع من الحسابات هو:
أولا: إيجاد المكان المطمئن لحفظ أموال الناس و رءوس أموالهم.
ثانياً: الاستفادة منها في عمليّات نقل الملكيّة، فتسهل بذلك النّشاطات
الاقتصاديّة، لأنّها تتمّ في غاية السهولة و اليسر و بدون نقل أوراق نقديّة من
مكان إلى آخر، حيث تتمّ أكبر المعاملات التّجاريّة بواسطة الصّكوك المصرفيّة. و لا
شك في أنّ أصل هذا العمل مشروع، و لا نرى في ذلك مخالفة للشرع المقدس أو منافاة
لبعض الثّوابت الوجدانيّة. و بعبارة أخرى، أنّ الحساب الجاري يعتبر من أفضل خدمات
البنوك شرعيّةً.
ماهيّة الحساب الجاري
أمّا ما هي حقيقة الحساب الجاري و ماهيّته؟ فقلّما بحث هذا الأمر- مع أنّه بحث
مهمّ- و على ضوء التحقيقات الفقهيّة يمكن أن يقال: إنّ هناك ثلاث احتمالات في هذا
المجال:
الأوّل: أنّ ماهيّة الحساب الجاري هي ماهيّة القرض، يعني أنّه نوع من أنواع
القرض من قبل أصحاب الأموال للبنوك، و ليس فيه مدّة معينة،