responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 98

1- مصدر الاعتقاد بالجبرية

كل شخص يدرك في قرارة نفسه أنَّه حرّ في اتخاذ ما يشاء من القرارات.

فمثلًا يقرر أنْ يقدم عوناً ماديّاً لصديقه الفلاني، أو لا يقدم له شيئا. أو أنَّه عند ما يكون عطشان و يرى الماء امامه، له الحرية في أنْ يشرب أو لا يشرب. أو أنَّ فلاناً قد أساء اليه، فله أنْ يغفر له أولا يغفر. أو أن كل شخص يميز بين اليد التي ترتعش بسبب الشيخوخة، و اليد التي تتحرك وفق إرادة صاحبها.

إذن، فاذا كانت مسألة حرية الارادة شعور عام في الانسان، فلما ذا يذهب بعض الناس مذاهب جبرية؟

بديهي إنَّ لذلك أسباباً متعددة نورد لكم هنا واحداً منها: يلاحظ الانسان أنَّ للمحيط تاثيراً في الافراد، و كذلك التربية، و التلقين. و الاعلام، و الثقافة الاجتماعية. كل هذه تؤثر في فكر الانسان و روحه. كما أنَّ الحالة الاقتصادية تكون أحياناً باعثاً على سلوك معين في الانسان. و لا يمكن أيضاً إغفال العامل الوراثي.

هذه الظّروف بمجموعها تجعل الانسان يظن أنَّ لا خيار له فيما يفعل. و إنّما هي العوامل الذاتية من الداخل و من الخارج كلها تضع يداً بيد و تحملنا على القيام ببعض الاعمال التي ربّما لم نكن لنقدم عليها لو لا تلك العوامل.

هذه أُمور يمكن أن توصف بأنَّها وليدة المحيط أو الظروف الاقتصادية أو التعليم و التربية أو الوراثة، و هي من العوامل المهمّة التي تدفع بالفلاسفة نحو الجبرية.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست