من المسائل التي لها علاقة بالعدل الالهي هي مسألة الجبر و التفويض (أو الجبر
و الاختيار).
فيرى الجبريون أنَّ الانسان في أعماله و أقوله و سلوكه ليس مختاراً و أنَّ
حركات أعضائه أشبه بالحركات الجبرية في أقسام جهاز من الأجهزة الالية.
هذه الرؤية تثير في الذّهن هذا السّؤال: ترى كيف تنسجم هذه الفكرة مع الاعتقاد
بالعدل الالهي؟ و لعل هذه هي الفكرة التي حدت بالأشاعرة- الذين سبق أنَّ قلنا
إنَّهم ينكرون الحسن و القبح العقليين- الى القبول بفكرة الجبريين في انكار عدالة
اللَّه، إذ أنَّ مع القبول بفكرة الجبريين لا يعود هناك للعدالة الالهية أي مفهوم.
و لتوضيح هذا الأمر لا بدّ من التطريق بدقّة الى عدد من مواضيع: