responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 93

يشير اليه القرآن في عدد من آياته، كسر رتابة الحياة الانسانية، إذ لو ظلّت الشّمس تطلع من مكان واحد في السماء على الكرة الأرضية، بغير أنْ تغير موضعاً و لا أنْ تترك مكانها الى الليل لكي يسدل أستاره، و يصرف النظر عن المشكلات الاخرى، لانتاب البشر التعب و الملل.

فعلى هذا الاعتبار لا مندوحة لنا من الاعتراف بأنَّ قسماً، على الاقل- من حوادث الحياة المؤلمة لها تأثيرها في اضفاء الحيوية على الحياة، فتجعلها حلوة يمكن تحملها، و تبرز نعمها و قيمها، و تتيح للانسان الفرصة لكي يستفيد ممّا وهبه اللَّه بأقصى ما يستطيع.

6- المشكلات المختلفة

النّقطة الاخرى‌ التي نرى من الضرورة الاشارة إليها في ختام هذا البحث هو أنَّ كثيراً من الناس يخطئون في معرفة علل هذه الحوادث المنغصة و البلاءات النازلة، فيضعون الظلم الذي يرتكبه الظالمون في حساب ظلم الطبيعة.

يقولون مثلًا: لما ذا تكثر الاحجار في طريق الأعرج؟ لما ذا تكون ضحايا الزلازل في المدن أقل من القرى‌ و الارياف؟ فأي عدالة هذه؟ إذا كان لا بدّ من توزيع كارثة ما على الناس، فلما ذا لا تتوزع بالتساوي؟ لما ذا يتوجه نصل الحوادث المؤلمة الى المستضعفين دائماً؟ لما ذا تنتشر الامراض المسرية و الفتاكة بين هؤلاء أكثر من انتشارها بين غيرهم؟

هؤلاء لا يدركون أنَّ هذه الامور لا علاقة لها بالطبيعة و لا بعدالة اللَّه، بل هى من نتائج ظلم الانسان لاخيه الانسان و استعماره و استغلاله.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست