جداً أنْ نصف
اللَّه الذي لا يحده مكان و لا زمان، و هو في الوقت نفسه محيط بكل زمان و مكان، و
لا تحده حدود، إنَّه أمر يتطلب الكثير من الحذر و الدّقة.
مبدئياً لا
بدّ من القول بأنَّنا لن نعرف حقيقة اللَّه، و لا ينبغي لنا ذلك، لأنَّ توقعنا
شيئاً كهذا يكون أشبه بمحاولة صبّ مياه محيط عظيم في إناء صغير، أو أن نفترض بأن
جنيناً في بطن امّه يعرف كل شيء في العالم الخارجي. فهل هذا ممكن؟
لذلك فان
أصغر خطأ في هذا المجال يمكن أنْ يبعد الانسان مسافات طويلة عن الطريق الصحيح
لمعرفة اللَّه، و يرمي به في متاهة عبادة الاوثان و المخلوقات الأخرى. على كل
حال، ينبغي أنْ نكون على حذر لئلا نقارن صفات اللَّه بصفات المخلوقات أبداً.
صفات
«الجمال» و «الجلال»
تقسم صفات
اللَّه عادة الى قسمين: «الصفات الثّبوتية» أي الصفات الموجودة في ذات اللَّه، و
«الصفات السلبية» أي الصفات التي يتنزه عنها اللَّه سبحانه و تعالى.
و قد يسأل
سائل: ترى ما هي صفات ذات اللَّه؟
الجواب: إنَّ
صفات اللَّه تكون من جهة غير متناهية و غير محدودة، و يمكن من جهة اخرى تلخيصها
في صفة واحدة، إذ أنَّ جميع صفاته الثبوتية تتلخص في التعبير التالي:
«ذات اللَّه لامتناهية من جميع الجهات وتتصف
بجميع الكمالات».