تحتوي
جمجمتنا على مادة رمادية اللّون يطلق عليها اسم «المخ». و المخ هذا يعتبر من أهم
أجهزة أجسامنا و أدقها. لان وظيفته هي قيادة جميع أجهزة الجسم الاخرى و ادارة
شئونها.
و لكي ندرك
أهمية هذا المركز العظيم، يجدر بنا أنْ ننقل اليكم هذا الخبر:
أوردت الصحف
خبراً مفاده أنَّ طالباً شاباً من مدينة شيراز قد اصيب في حادث سيارة في مدينة
خوزستان بضربة في رأسه دون أنْ يصاب ظاهراً بمكروه آخر في جسمه و كانت جميع أعضاؤه
سالمة، و لكن العجيب في أمره أنّه نسي كل ما يتعلق بماضي حياته. كان تفكيره
سليماً، يدرك الاشياء. و لكنه إذا رأى أبويه لم يعرفهما. و اذا قيل له أنَّ هذه
امّك. انتابه العجب. أخذوه الى بيته في شيراز، و أروه ما كان قد صنعه بيديه و علقه
على الجدران من الاعمال اليدوية، و قالوا له إنّه هو الذي صنع كل هذه الاشياء
بنفسه. فكان يظهر العجب و يقول أنَّه يراها لاوّل مرّة في حياته.
تبين من ذلك
أنَّ الضربة التي أصابت رأسه أثرت على مخه، فقد قطعت (الأعصاب) التي تربط بين فكره
و حافظته، و كأنَّ عطباً أصاب (الفيوز) الكهربائى الموجود في حافظته فغرقت في ظلام
تام و أخفت ذكرياته كلها.
و لعل هذا
(الفيوز) الذي أصابه العطب لا يزيد حجمه على رأس الابرة، و لكن لاحظ مدى تأثيره في
حياته. من هنا يتضح لنا مقدار تعقيد جهاز المخ و الجملة العصبية و أهميته.