responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 296

على رأس إبرة، فتأمل كيف يجب أنْ يكون تركيبها من الدقة و التنظيم بحيث يمكن لها أنْ تديم حياتها ملايين السنين.

إنَّ هذا ناشئ من العدالة في الحسابات الدقيقة لنظام الالكترونات و البروتونات، و ما من جهاز صغير أو كبير يخرج عن دائرة هذا النظام العجيب.

فهل الانسان حقّاً كائن استثنائي؟ و إنَّه قطعة سوداء في جسد هذا العالم الكبير الأبيض؟ و انَّه لهذا السبب يجب أنْ يسرح و يمرح حراً، لا يلتزم بأي نظام و يرتكب ما يشاء من ظلم و اعتداء؟ أم إنَّ هناك سراً في هذا الأمر؟

حرية الارادة و الاختيار

الحقيقة هي إنَّ الانسان يختلف اختلافاً أساسياً عن سائر الكائنات في عالم الوجود، و ذلك لانه يملك حرية الارادة و الاختيار.

لما ذا خلقه اللَّه حراً، و أوكل اليه اتخاذ القرارات و القيام بما يشاء من أعمال؟

السبب هو إنَّه لو لم يكن حراً لما استطاع أنْ يحقق تكامله، فهذا الامتياز الكبير هو الذي يضمن تكامله الأخلاقي و المعنوي. لو أنَّ شخصاً أجبر بالقوة على إعانة المستضعفين و القيام بأعمال أُخرى‌ تفيد المجتمع، فإنَّ هذه الاعمال قد تسير في طريقها، و لكنها لن تكون دافعاً لهذا الشخص على التكامل الاخلاقي و الانساني أبداً. أما إذا قام بعشر تلك الاعمال الخيرة بمحض ارادته يكون قد تقدم بالنسبة نفسها على طريق التكامل المعنوي و الاخلاقي.

بناء على ذلك، فإنَّ أوّل شرط من شروط التكامل المعنوي و الاخلاقي هو

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست