responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 292

لأنهم كانوا يدفنون موتاهم بطريقة خاصة، ويدفنون معهم أدوات عملهم، وبهذا يمكن إثبات أنهم كانوا يعتقدون بوجود العالم الآخر». [1]

ندرك أنَّ تلك الأقوام قد تقبلوا فكرة وجود عالم آخر بعد الموت، و إنَّ اخطئوا السبيل اليه، ظناً منهم أنَّه لا يختلف بشي‌ء عن عالمهم الاول، و أنَّ الأدوات التي كانوا يستعملونها في الدنيا تنفعهم في العالم الآخر أيضاً.

3- محكمة (الضّمير) دليل آخر على فطرية المعاد

سبق أنَّ قلنا إننا نشعر بكل وضوح أنَّ هناك في داخلنا محكمة تنظر في اعمالنا و اقوالنا، تثيبنا على الحسنة منها، فنحسّ على أثر ذلك بالراحة و الاطمئنان و الهدوء النفسي و الفرح و النشاط ممّا لا يتأتى لقلم أنْ يصفه.

كما أنَّها تعاقبنا على السيئة منها، و على الأخص الذنوب الكبيرة، فعقابها عليها يكون من الشدة و القسوة بحيث تحيل الحياة كالعلقم مرارة.

كثيراً ما لوحظ أن مجرمين بعد أنْ يرتكبوا جريمة كبرى، كالقتل، و يفلتون من قبضة العدالة، يعودون و يسلمون أنفسهم الى المحكمة، و يصعدون المشانق طوعاً، قائلين إنَّهم يريدون الخلاص من عذاب الضمير.

عند ما يمعن المرء فكره في هذه المحكمة الباطنية ينتابه العجب: كيف يمكن أنْ يوجد في داخلي مثل هذه المحكمة، و أنا هذا الكائن الصغير، و لا توجد في عالم الخليقة العظيم محكمة تتناسب معه؟


[1] علم الاجتماع، بقلم كينك، ص 194.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست