يقولون إنَّ معرفة النفس تنبع من الفطرة و جبلة الانسان. و إذا استطلعنا ضمير
الانسان الواعي و غير الواعي لتبين لنا إيمانه و تعلقه بمبدإ ما وراء الطبيعة فيرى
أن الذي خلق هذا العالم و هو الخلاق العليم خلقة بحكمة، و وفق برنامج، و من أجل
هدف معين.
إلّا أنَّ هذا لا يقتصر على «التوحيد و معرفة اللَّه»، فجميع أصول الدين و
فروعه يجب أنْ تكون في الفطرة أيضاً، و إلّا فإنَّ الانسجام بين اجهزة «التشريع» و
«التكوين» لا يتحقق (فتأمل!).
و لكننا إذا ألقينا نظرة فاحصة في قلوبنا و استطلعنا أعماق أرواحنا، لسمعنا
بأذن أرواحنا تمتمة تقول: إنَّ الحياة لا تنتهي بالموت، لأنَّ الموت نافذة على
عالم البقاء!
و لكي تتجلى لنا هذه الحقيقة لا بدّ لنا من الانتباه الى النقاط التالية: