لما كانت قضية الحياة بعد الموت و محكمة يوم القيامة العظيمة تعتبر قضية جديدة
على انسان يعيش في هذه الدنيا الضيقة المحدودة، فإنَّ اللَّه أوجد لنا مثلًا
مصغراً لتلك المحكمة في هذه الدنيا و هي محكمة الضمير، إلّا أنَّها كما قلنا صورة
مصغرة لها.
دعونا نوضح هذا الموضوع:
يحاكم الانسان على الأعمال التي يقوم بها في عدد من المحاكم. أوّلها هي
المحاكم البشرية العادية، بكل ما فيها من ضعف و نقص و انحرافات.
و على الرّغم من إنَّ لهذه المحاكم بعض التأثير في تخفيف نسبة ارتكاب الجرائم،
إلّا أنَّ الاسس التي أقيمت عليها هذه المحاكم لا تتكفل تحقيق العدالة كاملة، و لا
يمكن أنْ ينتظر منها ذلك. فالقوانين الموضوعة و القضاة الفاسدون و تفشي الرشوة و
المحسوبيات و المنسوبيات و المناورات السياسية و آلاف الأُمور